قصة الشاب السعودي الذي رفض 75 مليون ريال

قصة الشاب السعودي الذي رفض 75 مليون ريال

لم يكن “يوسف الرشيدي” شابًا عاديًا حين تخرج من كلية الحاسب بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 2007، بل كان يحمل بداخله شغفًا بالإنترنت والتقنية جعله يبحث عن طريق مختلف عن أقرانه الذين اتجهوا إلى الوظائف المضمونة. وبينما كان كثيرون ينظرون إلى المستقبل من منظور الاستقرار الوظيفي، كان يوسف يؤمن أن الحلم إذا ما قُدم له الإصرار يمكن أن يتحول إلى واقع يفوق التوقعات. لم يكن يمتلك رأس مال ضخم ولا شركاء، لكنه امتلك الرؤية التي صنعت فيما بعد واحدة من أهم قصص النجاح في السعودية.

بدأت الفكرة مع موقع صغير أطلقه في 2008 أسماه «حراج»، هدفه الأساسي أن يربط الناس ببعضهم لتبادل وبيع وشراء المستعمل من السيارات والأدوات المنزلية وحتى المواشي. كانت البداية متواضعة للغاية، مجرد صفحة إلكترونية بواجهة بسيطة وإمكانات محدودة، لكنه كان يراقب كيف يتفاعل الناس مع الموقع ويضيف التعديلات يومًا بعد يوم. لم يتخيل كثيرون أن هذا الموقع الصغير سيصبح بعد سنوات علامة يعرفها كل سعودي تقريبًا. ومع الوقت أصبح “حراج” مساحة آمنة للعرض والطلب، قائمة على الثقة والبساطة.

مع مرور السنوات بدأت المؤشرات تتغير بشكل لافت، ففي عام 2009 حقق الموقع أول دخل حقيقي، ثم ما لبث أن تضاعف مرات عدة خلال الأعوام التالية. وفي 2015 وصل حجم المبيعات التي تمر عبر المنصة إلى أكثر من 400 مليون ريال شهريًا، وأصبح عدد المستخدمين يتجاوز 600 ألف شخص. لم يكن هذا مجرد نجاح، بل تحول إلى صناعة كاملة خلقت فرص عمل وأتاحت للناس منصة يعتمدون عليها في حياتهم اليومية. وهنا بدأ المستثمرون يلاحظون أن يوسف لم يعد مجرد شاب يجرب، بل قائد مشروع ضخم في طريقه للترسخ.

جاء العرض المغري في تلك المرحلة، إذ تقدمت مجموعة من المستثمرين لشراء 20 إلى 30% من أسهم الشركة مقابل 20 مليون دولار، أي ما يعادل تقريبًا 75 مليون ريال. كان عرضًا لا يُرفض عادة، لأنه يعني أن يوسف يستطيع أن يصبح مليونيرًا في لحظة واحدة، ويضمن لنفسه حياة مريحة من الناحية المادية. لكن القرار الذي اتخذه لم يكن سهلًا على الإطلاق، فقد رفض العرض بكل هدوء، ليصدم من حوله ممن كانوا يرون أن المال هو الهدف الأول لأي مشروع ناشئ. فهل كان هذا الرفض بداية النهاية أم بداية مرحلة أعظم؟ الإجابة تكتمل في الصفحة التالية…