قصة سائحة ثرية في العراق

قصة سائحة ثرية في العراق

في عام 1988، وبينما كانت العراق تعيش واحدة من أكثر فتراتها التاريخية تعقيدًا، جاءت سائحة أمريكية ثرية تُدعى كريستينا آدامز. كانت في العشرين من عمرها فقط، ومع ذلك حملت معها شغفًا نادرًا بالسفر والاستكشاف. جابت البلاد من شرقها إلى غربها، مدهوشة بما تراه من حضارة قديمة، وأنهار ممتدة، وأسواق نابضة بالحياة، ووجوه طيبة ترسم ابتسامات صافية رغم الظروف. كريستينا لم تكن مجرد سائحة عابرة، بل تركت قلبها في كل مكان وطأته قدماها، وأحبت أهل البلد حتى شعرت وكأنها واحدة منهم.

لكن عندما اقتربت لحظة المغادرة، قررت أن تفعل شيئًا لم يسبقها إليه أحد. جلست قرب منطقة تدعى الضلوعية، وكتبت رسالة قصيرة بخط يدها قالت فيها: “أنا كريستينا آدامز، أبلغ من العمر 20 عامًا. أحببت هذا البلد كثيرًا، وأحببت سكانه. لا أعلم إن كنت سأعود إليه يومًا ما، لكني أترك هذه الرسالة. من يجدها، فليتواصل معي على هذا الرقم، وأعلن أني أقبل الزواج بأي شاب يعثر عليها ويتصل بي”. وضعت الرسالة في علبة صغيرة، أغلقتها بعناية، ودفنتها تحت التراب قبل أن تغادر، وكأنها أرادت أن تترك وراءها سرًا صغيرًا ينتظر القدر ليفصح عنه.

مرت السنوات، وعاشت الضلوعية أيامًا طويلة لم يدرِ أحد أن تحت ترابها مدفون لغز غريب. حتى جاء يوم بعد نحو عشر سنوات، حين خرج مجموعة من الشباب في رحلة صيد اعتيادية. كانوا يضحكون ويتبادلون النكات، لكن القدر قرر أن يغيّر مجرى حياتهم بالكامل. تعطلت سيارتهم فجأة في نفس المنطقة، واضطروا إلى التوقف وإقامة خيمة صغيرة في انتظار المساعدة. لم يكن أحد منهم يعلم أن مجرد وقوفهم في هذا المكان لم يكن صدفة على الإطلاق، بل بداية لقصة لم تخطر في بالهم حتى في أكثر أحلامهم غرابة.

وفي لحظة سكون، تلقى شاب يُدعى عبدالله رسالة نصية قلبت حياته رأسًا على عقب. كانت من حبيبته، تخبره فيها أنها خُطبت لابن عمها. لم يتحمل الصدمة، فطلب من أصدقائه أن يتركوه وحيدًا. سار قليلًا مبتعدًا عنهم، والغيظ يملأ قلبه، ثم جلس يضرب الأرض بيديه بقوة. وفجأة شعر بشيء صلب تحت التراب. بدأ يحفر بيديه المرتجفتين حتى ظهرت أمامه علبة صغيرة صدئة.

اقترب أكثر، فتح العلبة بحذر، فإذا به يجد ورقة قديمة داخلها. مد يده، أخرجها، وبدأ يقرأ الكلمات المكتوبة بخط أنثوي رقيق. ومع كل كلمة كان قلبه يخفق أسرع، وعيناه تتسعان من الدهشة. لقد كانت رسالة كريستينا آدامز نفسها، مدفونة منذ عشر سنوات كاملة…

وهنا انتهت الصفحة الأولى… وبقي السؤال الكبير:
ماذا فعل عبدالله بعد أن قرأ الرسالة؟ وهل تواصل فعلًا مع كريستينا، أم اعتبرها مجرد ذكرى من الماضي؟ الإجابة في الصفحة الثانية…..