قصة شوفوا أنا غلطانه ولا ايه بعد م أنا امي اتوفيت الله يرحمها من تلات سنين

قصة شوفوا أنا غلطانه ولا ايه بعد م أنا امي اتوفيت الله يرحمها من تلات سنين

كنت قاعدة في شقتي سامعة صوت النسوان اللي بيقروا الفاتحة في بيت أخت جوزي، وكل كلمة بتدخل قلبي زي السكين. كنت فاكرة إني هحس بالراحة لما معملش زي ما عملوا فيا، لكن الحقيقة إن قلبي اتخنق. افتكرت يوم أمي ماتت، افتكرت دموعي اللي غرقت حجري وانا بدور حواليَّا على حضن يطبطب عليا وما لقيتش. افتكرت إزاي كنت عندهم بالصدفة يوم الخبر جالي وإزاي قومت من عندهم وأنا بترعش من الصدمة، مستنية بس كلمة صغيرة منهم “البقاء لله” وما جتش. دلوقتي الدور اتقلب، وهي اللي فقدت أمها، وأنا اللي قاعدة لوحدي حاسة إني مقهورة من كل الاتجاهات.

اللي وجع قلبي بجد مش هي بس، اللي وجعني أكتر بنتها. البنت اللي كنت بأزورها وأدخل عليها بالهدايا والضحكة اللي تفرّح قلبها، البنت اللي كنت بحس إني أختها الكبيرة. ازاي هقدر أبص في عينيها بعد كده لو ما نزلتش؟ جوزي فضل ساكت طول اليوم، يمكن عارف إني من جوايا بتهزّيت، يمكن مستني يشوف هاعمل إيه من غير ما يقولي كلمة. بس كل ما افتكر حلفاني، قلبي يضيق. حلفت له قدام ربنا وقلت له مش هروح، ووقتها كنت مليانة وجع وكسرة، لكن دلوقتي الوجع اتبدل بلخبطة وحزن غريب.

الليل جه بسرعة والهدوء غطّى الشارع، بس جوايا كان في دوشة. كل ضحكة ضحكتها معاهم، كل زيارة رحتها لهم، كل مرة وقفت جنبهم، بقت بتدور قدامي زي فيلم قديم. في اللحظة دي افتكرت أمي، افتكرت كلامها وهي بتقولي “يا بنتي خليكي كريمة، اللي بيغلط فيكي سامحيه، الأيام دوارة.” صوتها كان بيرن في وداني، حسيت إني هنهار من البكا. كنت محتاجة حد ياخد بإيدي، بس كل اللي لقيته كان دموعي وحيرة بتقطع قلبي.

قعدت على الأرض قدام الشباك أسمع صوت النسوان وهما بيقروا قرآن. قلبي بيرتعش كل ما أفتكر إنها دلوقتي في نفس الوضع اللي كنت فيه. يمكن هي محتاجة حد يخفف عنها زي ما أنا كنت محتاجة. يمكن بنتها اللي واقفة بتستقبل المعزين عينها بتدور عليا وسط الناس. حسيت إن الدنيا صغيرة قوي وإن الحزن لما يدخل بيت بيغير كل حاجة، حتى القلوب اللي كانت متخاصمة بتلين.

تابعوا الصفحة التالية لمعرفة القرار الصعب اللي هتاخده واللي هيغيّر علاقتها بأهل جوزها تمامًا…
تفاصيل المواجهة اللي قلبت الموازين هتكون بنهاية الصفحة الثالثة!