قصة قلة أدبه أنقذت حياته

قصة قلة أدبه أنقذت حياته

دي مش قلة أدب… دي صرخة استغاثة جسمه بيحاول يقولها من غير كلام. أحمد مش قليل الأدب ولا بيدلع، أحمد عنده نوبات صرعية من نوع معين بتخليه يسرح فجأة أو يتصرف بشكل غريب من غير ما يحس. قعدت أبص في وش الولد وهو مطاطي شفايفه وبيحاول يكتم دموعه، حسيت بيه كأنه بيقول “صدقني يا دكتور مش بإيدي”. سألتهم تاني بهدوء: “هو إمتى بدأت الحكاية دي؟” الأم ردت بتوتر: “من كام شهر، كل ما نزعق له يرجع يصرخ ويشتم فجأة”. هنا قلبي وجعني أكتر، لأنهم فاكرين إن العنف هيصلح حاجة، لكن الحقيقة إن الولد بيتأذى أكتر.

شرحت لهم إن في نوبات صرعية صغرى بتظهر كأنها سرحان أو حركات غريبة أو حتى ألفاظ خارجة، وإن ده بيبقى خارج عن إرادته. الأب بص لي باستغراب وقال: “يعني هو مريض مش قليل الأدب؟” قلت له: “أيوه يا حاج، الولد محتاج متابعة وأدوية، مش ضرب وإهانة”. الولد أول مرة من ساعتها رفع عينه لي وابتسم ابتسامة صغيرة كأنها طوق نجاة. حسيت إن اللحظة دي كانت أول شعاع أمل ينور له الطريق.

بدأت أفهمهم إنهم لازم يلاحظوا الحاجات اللي بتحصل قبل النوبة وأثنائها وبعدها. الأم قالت بخجل: “احنا كنا فاكرين إنه بيقلد أصحابه عشان ياخد اهتمام”. قلت لها: “الاهتمام هو اللي هيحافظ عليه، لكن مش باللوم، بالحنان والرعاية والمتابعة”. الولد بدأ يحس بالأمان وابتدى يحكي إنه ساعات بيحس بدوخة غريبة قبل ما يسرح وإنه بيصحى مش فاكر حاجة.

الجو في العيادة اتغير تمامًا. بدل ما كانوا بيبصوا له كأنه عيب عليهم، بقوا بيبصوا له كأنه محتاجهم. ودي كانت أول خطوة حقيقية عشان ينقذوه.

الصفحة التانية فيها تفاصيل أكبر عن التغير اللي حصل في البيت…
وكمان هتعرفوا إزاي أحمد نفسه بقى أقوى وبطل يحس إنه وحيد…