من الألغاز التي حيّرت الكثيرين على مرّ الزمن، سؤال يتردد بين الناس لما يحمله من عمقٍ ديني ومعنى رمزي عظيم، وهو: ما هو الشيء الذي خُلق من خشب، ومات في خشب، وأنجاه الله في خشب؟ هذا السؤال ليس لغزًا عابرًا، بل يحمل في طيّاته قصة من أعظم قصص الصبر والإيمان التي وردت في الكتب السماوية.
حين نتأمل المعاني وراء الكلمات الثلاث “خُلق في خشب، ومات في خشب، وأنجاه الله في خشب”، نجد أن الجواب ليس جمادًا أو شيئًا مادياً بسيطاً، بل هو رمز لقصة بشرية عظيمة تُظهر عظمة الخالق ورحمته بعباده المؤمنين. إنّ الحديث هنا عن نبيٍ ابتلاه الله أعوامًا طويلة ليكون مثالًا على الصبر والثبات في وجه الشدائد، نبيٍّ دعا قومه إلى عبادة الله وحده فواجه التكذيب والظلم حتى جاءه الفرج من حيث لا يحتسب.
ذلك النبي هو نبيّ الله يونس عليه السلام، الذي كانت قصته مليئة بالعبر والدروس. فالله خلقه في خشب حين كان داخل السفينة المصنوعة من الخشب، ومات في خشب حين قُذف في البحر بعد أن أُجري عليه القرعة، وأنجاه الله في خشب أيضًا عندما عاد إلى اليابسة بعد خروجه من بطن الحوت، مستقرًا على شاطئ تحيطه الأشجار التي ظلّلته وأنعشت جسده الضعيف.
هذه الحكاية العظيمة تذكّرنا أن الخلاص لا يأتي إلا بالصبر والعودة إلى الله. فمهما ضاقت السبل، هناك دائمًا طريق نجاة ينتظر من يؤمن ويصبر. لقد كان الخشب في قصة يونس عليه السلام رمزًا للابتلاء والحماية في آنٍ واحد، وكأنّ الله أراد أن يعلّمنا أن من داخل الشدّة يولد الأمل، ومن ظلمات البحر تُكتب بداية جديدة.
ولكن، هل كان الخشب في القصة مجرد صدفة؟ أم أن له دلالة أعمق في معاني النجاة والصبر التي أراد الله أن يوصّلها لعباده؟ لنكتشف معًا في الصفحة الثانية كيف تحوّل هذا الرمز البسيط إلى أعظم دليل على قدرة الله في تحويل العذاب إلى نجاة.
تعليقات