الذي يضع نظارات شمسية فوق رأسه هو الدكتور ضياء كمال الدين

الذي يضع نظارات شمسية فوق رأسه هو الدكتور ضياء كمال الدين

تجمّدت القاعة في لحظة دهشة، حين قرر الطبيب أن يسير عكس الاتجاه. لم يتجه نحو المنصة كما هو معتاد في حفلات التكريم، بل نحو الباب. الهمسات علت بين الحضور، والعيون تعقبت خطواته المرتبكة. لم يكن أحد يدرك أن قلب الطبيب، رغم خبرته الطويلة في علاج القلوب، لم يحتمل تلك اللحظة الإنسانية الصادقة.

خرج إلى الشارع مسرعًا، يتبع حدسه لا وعيه. كانت صور بائع الجرائد العجوز تتردد في ذاكرته، تلك النظرة التي جمعت بين الكبرياء والانكسار. اقترب منه من جديد، بخطوات بطيئة لكن بعزيمة واضحة. كان يدرك أن تلك اللحظة ستغيّر شيئًا في داخله إلى الأبد.

حين أمسك الطبيب بيد الرجل العجوز، حاول الشيخ أن يسحبها بخجل، مرددًا اعتذارًا متعبًا. لكن الطبيب لم يكن يريد سوى أن يقول جملة واحدة حملت سنوات من الذكريات والامتنان. كانت دموعه تسبق كلماته، وصوته يرتجف وهو يواجه ماضيه.

“أتركني يا بني،” قال العجوز بصوت مبحوح، “لن أفرش الجرائد هنا بعد اليوم.”
ابتسم الطبيب بخفة، ثم أجابه بصوت مخنوق: “كيف تفرش الجرائد، وأنت الذي فرشت لي طريق المستقبل منذ صغري؟ أنت أستاذي الأول يا سيدي.”

من يكون بائع الجرائد حقًا؟
ولماذا غادر الطبيب القاعة تاركًا وسامه خلفه؟ الإجابة في الصفحة الثانية…