قصة مدرس سعـودي بجدة يقول وأنا في غرفة المدرسين

قصة مدرس سعـودي بجدة يقول وأنا في غرفة المدرسين

فتحت الباب وأنا ما زلت غير مصدق أن عامل النظافة البسيط يحمل شهادة ماجستير، لكن المفاجأة كانت أكبر مما تخيلت. دخل الرجل بخطوات مترددة، يحمل بيده ملفًا صغيرًا مهترئًا، فتحه أمامي فوجدت بداخله وثائق رسمية مختومة من جامعة مرموقة في مانيلا تؤكد أنه حاصل على ماجستير في العلوم التطبيقية.

شعرت بالذهول والحرج في آنٍ واحد، وتساءلت في نفسي كيف لإنسان بهذا القدر من العلم أن ينتهي به الحال ممسكًا بالمكنسة في أحد مدارس جدة. جلسنا نتحدث طويلًا، حكى لي كيف فقد كل شيء بعد أزمة مالية كبيرة ضربت شركته في بلده، وكيف جاء إلى السعودية على أمل أن يبدأ من جديد، لكن الحظ لم يمنحه سوى عملٍ شاق لا يليق بعلمه ولا بكرامته.

كانت كلماته تخرج بنبرة مليئة بالحزن، لكنها أيضًا تحمل احترامًا عجيبًا للحياة ولرزق الله، قال لي بابتسامةٍ هادئة: “العمل ليس عيبًا يا أستاذ، العيب أن أتوقف عن الحلم”. هذه الجملة ظلت ترن في أذني طويلًا، شعرت أنها درس لم أتلقَّه في أي جامعة، وأن هذا الرجل البسيط علّمني ما لم تعلّمني إياه سنوات التدريس. وفي تلك اللحظة قررت أن أغيّر نظرتي تمامًا تجاه الناس، فلا المهنة ولا الثياب ولا اللهجة تكشف حقيقة الإنسان.

تلك الليلة لم أنم، بقيت أفكر في كمّ الناس الذين نظلمهم بنظرة، أو نحكم عليهم من ظاهرهم، بينما في داخلهم قصص عظيمة وكفاح لا يُقدّر بثمن.

لكن المفاجأة الأكبر لم تكن في شهادته…
بل في الشيء الذي وجدتُه داخل الملف أسفل الأوراق!

ما الذي كان يخفيه الرجل طوال هذا الوقت؟ الإجابة في الصفحة الثانية…