ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺮﺣﻠﺔ ﺑﺮﻳﺔ
في تلك الليلة الهادئة من الرحلة البرية، لم تكن العائلة تتوقع أن يتحول يومها البسيط إلى قصة غامضة تثير الدهشة والخوف في آن واحد. الطفل الذي ظهر فجأة بين أيديهم دون سابق إنذار، بدا بريئًا وجائعًا، لكن وجوده في وسط الصحراء وحده كان لغزًا لا يمكن تجاهله.
الجدّة كانت الوحيدة التي غلبت عاطفتها على خوفها، فأخذت الطفل بين ذراعيها وأطعمته بحنان الأم، بينما البقية ظلوا متوجسين مما يحدث. حاول الأب والأبناء البحث في كل الاتجاهات، نادوا، تفحصوا الأودية القريبة، لكن لم يظهر أثر لأي إنسان في المكان.
كلما مر الوقت، ازداد القلق، وغابت الشمس خلف الأفق لتزيد المشهد غموضًا. الجدّة جلست قرب الطفل الذي بدأ يستغرق في نوم عميق بعد أن شبع وارتاح، وملامحه الهادئة بدت وكأنه في أمان تام رغم وحشة الصحراء.
حين قررت العائلة العودة، احتدم الخلاف بين أفرادها، بين من يريد أخذه معهم خوفًا عليه، ومن يخشى أن يكون وراء وجوده سر غير طبيعي. الجدّة بكت بحرقة، ورفضت تركه، لكن الأغلبية أصرت على إبلاغ الشرطة لتتولى الأمر.
كانت دموع الجدّة تسقط بصمت وهي تنظر إلى الطفل النائم على الرمال، تحس أنه قطعة من قلبها رغم أنها لا تعرفه، وودت لو تأخذه معها بعيدًا عن هذا المكان البارد والغامض.
لكن ما حدث بعد ساعات قلب الموازين وجعل الجميع يعيش لحظات لا تُنسى مدى الحياة… في الصفحة الثانية…

تعليقات