قصة المطعم كان نصه فاضي لما دخلت الست
الست ما تحركتش من مكانها، لكن عيونها كانت بتحكي حكايات عمرها كله.
الضابط دانيلز وقف متجمد، لا قادر يتكلم ولا يبرر تصرفه، والمكان كله بيبص عليه في صمت غريب.
صوت خطوات المفوضة كان بيقرب من الباب، وكل ثانية كانت تقيلة كأنها ساعات.
ولما الباب اتفتح، دخلت شابة سمراء بشَعر مربوط وبدلة رسمية، هيبة تمشي قدامها قبل ما تتكلم.
الكل وقف، حتى جريج وقف بسرعة وهو بيحاول يرتب بدلته.
المفوضة لمحت الست عند الشباك، واتغيرت ملامحها فورًا، جريت عليها بخطوات سريعة وقالت بصوت مليان شوق:
“ماما…”
الهمهمة مَلَت المكان، والعيون اتنقلت من المفوضة للست، ومن الست لجريج اللي وشه قلب لونين في لحظة.
الست ابتسمت ابتسامة بسيطة، وقالت بهدوء:
“اتأخرتي يا بنتي.”
ردت المفوضة بصوت مبحوح من التأثر:
“كنت في اجتماع طارئ، ما قدرتش أسيبهم قبل ما أجي أشوفك.”
ثم لمحت آثار القهوة على النوتة والورق المبلول، ووشها اتبدّل فجأة، عينيها راحت لجريج زي السيف.
نظرة واحدة منها كانت كفاية تخلي كل الضباط في المكان ياخدوا خطوة لورا.
بس اللي حصل بعدها محدش كان متوقعه أبدًا في الصفحة الثانية…

تعليقات