طالبة تمريض خجولة تغيبت عن الامتحان

طالبة تمريض خجولة تغيبت عن الامتحان

كانت لايا ما تزال واقفة عند باب السكن وقد تجمّد الزمن حولها، بينما كلمات الرجل الغريب تستقر في رأسها ببطء شديد يشبه سقوط الندى على زجاج بارد. أحست وكأن الهواء صار أثقل، وكأن العالم الذي اعتادت على الهرب من قسوته فتح فجأة نافذة صغيرة نحو الضوء. كانت تمسك الظرف الكبير بين يديها دون أن تعرف إن كان يجب عليها فتحه الآن أم الاختباء منه، فالأشياء الجميلة كانت دائمًا تخيفها أكثر مما تُفرحها. وكل ما تعرفه هو أن قلبها كان ينبض بطريقة تجعل صدرها يرتجف وكأنها تسمع الحياة تناديها لأول مرة منذ سنوات طويلة.

وبينما تراجعت خطوة للوراء، حاولت عقلها استيعاب ما حدث خلال دقائق قليلة فقط، لكنها فشلت في ذلك بشكل مربك. لم تعتد لايا على أن يتوقف أحد عندها أو يلاحظ ما تفعله، فما بالك برجل ببدلة رمادية فاخرة يقود شركات ومستشفيات ويعاملها وكأنها شخص مهم. شعرت بارتباك يشبه ارتباك طفلة وُضعت فجأة تحت ضوء ساطع بعد أن قضت حياتها في الظلال. وكانت يدها ترتعش بشكل خفيف وهي ما تزال تمسك بالظرف، كأن الورق بدا أثقل من حقيقتها نفسها.

جلست على حافة سريرها الصغير، وقد التصق قلبها بقفصها الصدري من شدّة القلق، بينما تحاول أن تستعيد كل كلمة قالها الرجل عند الباب. لم تستطع تجاهل نبرة الامتنان في صوته، ولا الطريقة التي قال فيها إن زوجته ما كانت لتعيش لولاها. تذكرت تلك اللحظة عند موقف الحافلة، حين كان القرار أمامها واضحًا كحدّ السكين: إمّا أن تركض نحو امتحانها، أو تركض نحو إنقاذ حياة. والآن، وهي جالسة في غرفتها الضيقة، أدركت أن القرار الذي اعتقدت أنه سيحطم مستقبلها… كان قد فتح بابًا لم تحلم يومًا بوجوده.

لكن الذهول سرعان ما تغلّب على كل شيء، إذ بدأت الأسئلة تتزاحم في ذهنها بطريقة فوضوية. لماذا يهتم مدير تنفيذي ضخم مثل آرثر كولينز بها؟ وكيف عرف اسمها ومكان سكنها وتفاصيل منحتها الدراسية؟ وما الذي يخفيه ذلك الظرف في يدها؟ كانت تخشى أن تفتحه، وتخشى ألّا تفتحه في الوقت نفسه. وحين رفعت رأسها نحو النافذة، رأت أشعة الصباح الرمادية تتسلل ببطء، وكأنها تعلن بداية شيء لم يكن يشبه أي يوم آخر في حياتها.

في الصفحة القادمة… تظهر أول مفاجأة حقيقية تغيّر اتجاه القصة بالكامل… لايا تكتشف ما لم يخبرها به المدير التنفيذي بعد…