قصة تزوّجتُ رجلًا مشرّدًا كان الجميع يسخرون منه

قصة تزوّجتُ رجلًا مشرّدًا كان الجميع يسخرون منه

وقف ماركوس أمام الجميع، يده ترتجف فوق الميكروفون، لكنه بدا ثابتًا بشكل غريب. رفع نظره نحو الوجوه التي سخرت منه منذ لحظات، ثم ابتسم تلك الابتسامة الهادئة التي لم يفهمها أحد. قال بصوت منخفض لكنه واضح: “ربما ترونني مشرّدًا… لكنكم لا تعرفون حكايتي.” ساد صمت ثقيل، وبدأ الناس يتبادلون النظرات المرتبكة. شعرتُ بأن صدري يضيق؛ لم أكن أعرف ما الذي سيقوله، لكنه بدا مختلفًا تمامًا وكأنه خلع قناعه القديم وارتدى آخر لم أره من قبل.

تابع وهو ينظر إلى الأرض للحظة قبل أن يرفع رأسه بثقة غريبة: “لم أخبر ماريا بكل شيء… ليس لأنني لا أثق بها، بل لأني كنت أهرب من نفسي.” تلك الجملة وحدها جعلت همسًا خافتًا ينتشر بين الطاولات. رأيت خالتي التي كانت تتهكم سابقًا تجلس مستقيمة فجأة، كأنها تشعر بأن شيئًا خطيرًا على وشك الظهور. أمسك ماركوس طرف الطاولة بيده اليمنى كما لو أنه يستمد منها قوته، ثم قال: “قبل أن أعيش في الشارع… كنت شخصًا آخر تمامًا.”

ارتفعت رؤوس الحاضرين فجأة، بعضهم اقترب بجسده نحو الأمام وكأنهم يخشون أن يفوتهم حرف واحد. واصل ماركوس بصوت أثقل: “كنت أدير شركة ناشئة… وكان لدي منزل، وسيارة، وحياة كاملة. لكن في ليلة واحدة، خسرنا كل شيء بسبب شريك خانني وأخذ أموالي ووضع اسمي في مشاكل قانونية ضخمة.” اتسعت عيون بعض الضيوف، وتوقفت ابتسامات السخرية تمامًا. “حاولت إصلاح الأمر، لكنني غرقت… وفقدت أخي في تلك الفترة، فانهار كل ما بقي مني.” كان صوته ينكسر ببطء، لكنه لم يتوقف.

رفع ماركوس نظره نحوي مباشرة، وكأن كل ما يقوله موجّه لي وحدي. قال بصوت دافئ: “ثم ظهرت ماريا… المرأة الوحيدة التي لم تسألني لماذا أسقط. سألت فقط: هل تحتاج قهوة ساخنة؟” شعرت بعينيّ تلمعان بالدموع، ولم أعد قادرة على النظر إلى أحد. أكمل: “لم أكن أملك شيئًا أقدمه لها سوى نفسي… لكنها رأت فيّ شيئًا لم أره أنا.” ارتفعت أصوات sniff خفيفة من بين الضيوف، وبدأ البعض يمسح دموعه خفية. كان ماركوس في تلك اللحظة يبدو أقوى من أي وقت مضى، وكأن الماضي كله تلاشى بمجرد نطقه للحقيقة.

لكن ما قاله في اللحظة التالية… لم يكن أحد مستعدًا له.
فالسرّ الأكبر لم يُكشف بعد… وستبدأ الصدمة الحقيقية في الصفحة التالية.