رجل يتوفى ويترك أمانة غريبة عند محاميه
دخل الأبناء إلى البنك الرئيسي وهم يشعرون بثقل غريب في صدورهم، كأنهم يعيدون فتح باب قديم مليء بالذكريات والبحث عن الحقيقة. وقفوا أمام الموظف يشرحون له قصة التحويل الذي أجراه والدهم قبل سنوات طويلة، وكيف أن المحامي الوحيد كان يعلم بأسرار تلك الأمانة. بدأ الموظف بالبحث في الملفات الإلكترونية والورقية، وسألهم عن تفاصيل إضافية، مما زاد توترهم ودفعهم للتفكير بكل لحظة عاشوها دون أن يسألوا المحامي عن شيء. وبعد انتظار طويل، رفع الموظف رأسه بملامح لم يستطيعوا تفسيرها فوراً، وقال إن هناك شيئًا غير عادي يحتاج لمدير الفرع نفسه.
ارتفعت أنفاس الإخوة بسرعة وغمرهم خوف ممزوج بالفضول، خاصة أن المحامي كان يتصرف طوال السنوات بثقة مطلقة ودون أن يلمّح لوجود مفاجآت. تذكّروا كلامه المتكرر عن الأمانة وأنه لن يخذل والدهم مهما حدث، مما جعلهم اليوم أمام تساؤل جديد حول صدق ما كان يخفيه. دخل عليهم مدير البنك بابتسامة رسمية، جلس أمامهم، ووضع ملفًا بنيًا على الطاولة وكأنه يحمل مفتاح لغز قديم. أخبرهم بأن الحساب ما زال موجودًا بالفعل، لكن ليس كما تخيّلوا، وأن هناك تفاصيل خطيرة ظهرت بعد مراجعة الأرصدة القديمة.
تبادل الإخوة النظرات بدهشة وحيرة وهم يسمعون كلمات المدير تتساقط عليهم ببطء شديد، كأنها مقدمة لصدمة كبرى. حاول أحد الأبناء السؤال عن قيمة المبلغ المتبقي، لكنه قوبل بإشارة صامتة من المدير تدعوهم للانتظار. بدا واضحًا أن البنك لا يريد إعطاء أي معلومة قبل التأكد من هوية الورثة ومن الاطلاع على الوصية الأصلية. شعروا جميعًا بأن الأمر لم يعد مجرد مال، بل سر دفنه المحامي سنوات طويلة دون أن يبوح به لأي منهم. وعندما فتح المدير الملف أخيرًا، ظهرت وثيقة مختومة بخط يد المحامي الراحل.
حدّق الإخوة بالوثيقة التي كُتب في مقدمتها “بيان الأمانة بعد الوفاة”، وشعروا بأن اللحظة التي انتظروها طويلاً قد وصلت. كانوا يعرفون أن هذه الورقة قد تغيّر حياتهم للمرة الثانية، كما فعل والدهم حين اتخذ قراره الغريب قبل وفاته. لم يتوقع أي منهم أن يجدوا وثائق جديدة بعد موت المحامي، خاصة أنه كان يعيش ببساطة ولا يملك ما يدل على ثروة مخفية. تنفس الجميع بعمق استعدادًا لسماع الحقيقة كاملة، لكن المدير قال إن التفاصيل ليست مكتملة بعد ويجب استدعاء جهة إضافية.
لحظة واحدة فقط… ويظهر طرف جديد لم يتوقعوه أبداً.
والحقيقة ستتحول إلى صدمة أكبر من المال نفسه. في الصفحة الثانية…

تعليقات